محمد بن جلون الوداد
في النصف الأول من ثلاثينيات القرن الماضي كان على قيادات المجتمع المغربيّ التفكير في وسائل مقاومة بديلة للاحتلال بعد تضييق الخناق على حركات المقاومة؛ فرأى الحاج ’’محمد بنجلون‘‘ وهو من الرعيل الأول المتعلم تعليماً عصرياً حصل فيه على الباكالوريا سنة 1933م, والتحق بباريس من أجل الدراسة العليا في تخصص التجارة و عاد إلى المغرب سنة 1935م, أنّ حاجة الشباب في المغرب إلى إطار جامع يوحد أهدافهم, ويظهر قوتهم, ويكسر احتكار المستعمر لمرافق البلاد أولوية فنشأت في ذهنه مع مجموعة من أصدقائه فكرة إنشاء نادٍ وطنيّ للمغاربة فقط.
إلا أن هذه الرغبة النبيلة قوبلت بتعنت و صلف شديد من الإدارة الفرنسية وتم رفض طلب تأسيس النادي عدة مرات قبل أن يتدخل المقيم العام في المغرب آنذاك “موريس نوغيس” شخصياً للسماح بتأسيس نادي الوداد الرياضيّ تحت شروط في غاية الاجحاف و القسوة.
في 8 ماي 1937 ميلادية حصل نادي الوداد الرياضيّ على رخصته لكن دون أن يكون خالصاً للمغاربة كما أراد أصحاب الفكرة إذ اشترطت سلطات الاحتلال عدة شروط مجحفة لتكبيل يد القائمين على النادي منها :
الابتعاد عن أي أنشطة لها علاقة بالإسلام أو السياسة.
عدم تبني الأب جيكو الودادأي مواقف معادية ضد الأوربيين عامة و الفرنسيين خاصة.
اقتسام عدد مقاعد إدارة النادي (12 مقعد) بين المغاربة و الفرنسيين.
وتحت هذه الشروط العنصرية تشكل أول مجلس لتسيير أمور نادي الوداد الرياضيّ حيث مثل المغاربة فيه خمسة أعضاء هم:
الحاج محمد بنجلون التويمي (رئيساً)
محمد زروق (عضواً)
لحسن التونسي الشهير بالأب جيكو (عضواً)
الحاج محمد بن محمد بن الحسن بنجلون (عضواً)
محمد ماصون (عضواً)